الراب العربي: نشيد الجيل الغاضب والشجاع

جوين

إنّ كل ثورة ذات أغنية للمعركة. في أيام ثورة الياسمين، سارت كلمات “رئيس البلاد” (الجنرال) مسير الشمس .” رئيس البلاد شعبك مات برشة عباد من الزبالة  اكلات/ هاك تشوف آش قاعد صاير في البلاد/ مآسي بارتو وناس ما لقاتش وين تبات/ هاني نحكي باسم الشعب اللي تظلمو واللي ندسّو بالصباط”. إنها حادة ومباشرة وقوية. وبنفس النمط، “تمرد” (فرسان عرب) أيضًا لعبت دورًا مهمًا في الثورة المصرية. كانت كلمات الأغاني على شفاه الكثيرين عندما نزلوا إلى الشوارع، سواء كانوا في شمال أفريقيا، أو كانوا في الخليج. فهكذا شجعت موسيقى الراب المواطنين في الثورات، كما ساهمت الثورات في كسر حاجز الخوف في الموسيقيين.

 و لكنّ موسيقى الراب في العالم العربي أكثر من ذلك:  إنها موسيقى النضال معبرة عن هموم الشباب. فعبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والتويتر والفيسبوك، نشرت أعمال الراب، وسمعنا كلمات كهذه: ” عندي شهاده وقدرات استشارة وخبرات / وظفوني شغلوني من راتب لاتحرموني/ غيروني انقلوني بس لا لا تسيبوني “( قصي خضر)، كما سمعنا ” ديك الدولة … ديك فى عشة خونه / باعوا كل حاجة باقى بس يبيعوا الهوا ده”(الجوكر) ، أو ” تحسبي امزح /هيه ناسي/ هيه لا تكون ناسي لاتكون ناسي/ …/الرخصه جاهزه معايا شدي الحزام فوق العبايه” (ليسا). وكذلك قد ازدهرت موسيقى الراب في العالم العربي في بيئة شابة للتعبير عن المعاناة الاجتماعية كالفقر والفساد والحرمان والبطالة والبيئة العنيفة. كما أنّ الراب يعكس إعادة التفكير في تقاليد الهوية الوطنية بين جيلنا هذا. وفوق ذلك كله فإنّ الراب هو المجال  الذي يسمح في التشارك النسوي بنشاط. فاُستقبلت شادية منصور بحماس.

ومع ذلك، فما زال الراب العربي نوعًا جديدًا نسبيًا في دائرة الموسيقى العربية، وما زال الكثير من الناس غير مألوفين به، كما ما زلنا نجد نظرة الرافضة ضدها معتبرة أنها مخالفة للعادات والتقاليد والقيم. وبالنظر إلى أنّ وسائل الإعلام في العالم العربي تعاني من الرقابة، فإنه من الصعب  أن تصدر الأغاني ذات الرسائل القوية ضد الحكومة. وهكذا تقتصر العديد من مجموعات الهيب هوب أو مغني الراب على الأنشطة تحت الأرض  كما يصدر العديد من الموسيقيين أعمالهم خارج البلدان. ، وعلى الرغم من كل المعوقات والصعوبات ، فإن الشباب العربي يواصلون أغنياتهم في المعارك ولم يتخلوا أبدًا عن مقاومتهم ضد الظلم وعدم المساواة والفساد.

One thought on “الراب العربي: نشيد الجيل الغاضب والشجاع”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *